افتتحت،
وزارة التربية والتعليم العالي مدرستين رسميتين في كوسبا وضهر العين، لتعليم
التلامذة السوريين النازحين، في دوام إضافي يتراوح بين الأربع والخمس ساعات
يومياً، بدعم من "جمعية إنقاذ الطفل". وذلك بسبب تزايد أعداد النازحين،
وعدم قدرة جميع المدارس الرسمية في دوامها العادي على استيعابهم.
وفي
حين أن دخول التلامذة السوريين للمدرسة تم بعد منتصف العام الدراسي، من الصف الأول
حتى السادس اساسي، بقيت المشكلة عالقة لدى تلامذة الصفوف الثانوية التي فتحت أمام
النازحين في مدارس العناية، والإصلاح، والأهلية في ابو سمرا – طرابلس لقاء رسوم
تتراوح بين خمسين الفا وخمسمئة ألف ليرة، ما سبب عائقاً مالياً أمام الاهالي
السوريين في الكورة لارسال اولادهم اليها، للعبء المالي من جهة ولصعوبة النقليات
اليها من جهة اخرى، إضافة الى التخوف من الوضع الامني الذي كان سائدا. هذا الواقع
دفع بغالبية التلامذة الى عدم التسجيل، لا سيما أن ثانويات الكورة الرسمية متخمة
بتلامذتها. تجاه ذلك تصاعدت المطالبات بفتح صفوف اضافية للمرحلة الثانوية في
الكورة للعام الدراسي المقبل.
اما
واقع تلامذة التكميليات في الكورة فقد اختلف من مدرسة الى اخرى، حيث إن تكميلية
كوسبا الرسمية تضم 320 تلميذا سورياً، وقد فتحت في فترة بعد الظهر، بدعم يقارب
الـ630 دولارا اميركيا عن كل تلميذ، من قبل جمعية انقاذ الطفل، لقاء التعليم
والقرطاسية والكتب والنقل. الا ان غالبية التلامذة غير مثابرين، و"يهوون
اللهو وافتعال المشاكل، والقيام بتخريب موجودات المدرسة"، على حد تعبير
مديرها جورج نصر الذي يفتح لهم أبواب المدرسة يومياً حتى أيام العطل لمساعدتهم، في
حين أن تلامذة "دورة الشام التعليمية" في جمعية العين الإنمائية – دده
"منضبطون ويسعون لإحراز افضل النتائج"، وفق ما اكدت المديرة منى
الأيوبي، علماً بأن عددهم يقدر بـ300 تلميذ وفي المراحل عينها من الاول حتى
السادس. وقد فُتح صف خاص لتعليم القراءة والكتابة لمن تخطى العشر سنوات ولا يمتلك
الاصول اللغوية. وكانت الجمعية قد نظمت دورة صيفية للتلامذة السوريين. وهي تنظم للبنانيين
دورة تقوية لصفوف الشهادات الرسمية.
وأشارت المربية المتعاقدة للتعليم في مدرسة كوسبا جاكلين خوري إلى "أن
المنهاج اللبناني يعتمد في التدريس بشكل عام للنازحين، أما مادتا العلوم
والرياضيات فتدرسان باللغة العربية".
واعتبرت
مديرة مدرسة أميون الرسمية يولا متري ان نتائج التلامذة السوريون في المراحل
الدراسية الاولى مساوية للبنانيين. وقد جرى تصنيفهم في الصفوف بناء على المؤهلات
وليس العمر او الصف السابق. ورأت ان السبب في تقدمهم يعود للجهود الاضافية التي
يبذلها الأساتذة، خاصة في اللغات. إضافة إلى اهتمام أهلهم، لا سيما أنهم من عائلات
تسكن شققاً في اميون، وتعيش بشكل مريح ولائق. وذلك نقيض ما أدلت به مديرة مدرسة
انفه الرسمية رانيا دعبول من "إهمال الأهل لأولادهم في الدراسة والنظافة،
والاتكال الكامل على المدرسة"، بالرغم من أن العدد في المدرستين متقارب ويفوق
70 تلميذاً سورياً كما في تكميلية دده الرسمية. اذ تشكو مديرة الأخيرة وفاء قبرصي
من صعوبة تلقي التلامذة السوريين للعلم "وتعطيلهم الدراسة على اللبنانيين،
وافتعالهم الدائم للمشاكل". ورأت ان السوريين من الاهالي "لا يهمهم وضع
اولادهم بقدر ما يهمهم الحصول على المساعدات المالية والغذائية".
ويعبر تلامذة دورة الشام التعليمية عن فرحهم بتلقي
العلم والرسم والدين في جمعية العين. إضافة الى انهم يومياً يعودون الى اهلهم ومع
كل منهم ربطتان من الخبز في اطار الهبات الكويتية. ومن فترة لأخرى تقدم لهم
مساعدات متعددة عبر الجمعية.